فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ
فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا
صب على المفعول الثاني . وفي المجعول نكالا أقاويل , قيل : العقوبة . وقيل : القرية ; إذ معنى الكلام يقتضيها وقيل : الأمة التي مسخت . وقيل : الحيتان , وفيه بعد . والنكال : الزجر والعقاب . والنكل والأنكال : القيود . وسميت القيود أنكالا لأنها ينكل بها , أي يمنع . ويقال للجام الثقيل : نكل ونكل ; لأن الدابة تمنع به ونكل عن الأمر ينكل , ونكل ينكل إذا امتنع . والتنكيل : إصابة الأعداء بعقوبة تنكل من وراءهم , أي تجبنهم . وقال الأزهري : النكال العقوبة . ابن دريد : والمنكل : الشيء الذي ينكل بالإنسان , قال : فارم على أقفائهم بمنكل
لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا
قال ابن عباس والسدي : لما بين يدي المسخة ما قبلها من ذنوب القوم .
وَمَا خَلْفَهَا
لمن يعمل مثل تلك الذنوب . قال الفراء : جعلت المسخة نكالا لما مضى من الذنوب , ولما يعمل بعدها ليخافوا المسخ بذنوبهم . قال ابن عطية : وهذا قول جيد , والضميران للعقوبة . وروى الحكم عن مجاهد عن ابن عباس : لمن حضر معهم ولمن يأتي بعدهم . واختاره النحاس , قال : وهو أشبه بالمعنى , والله أعلم . وعن ابن عباس أيضا . " لما بين يديها وما خلفها " من القرى . وقال قتادة : " لما بين يديها " من ذنوبهم " وما خلفها " من صيد الحيتان .
وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ
عطف على نكال , ووزنها مفعلة من الاتعاظ والانزجار . والوعظ : التخويف . والعظة الاسم . قال الخليل : الوعظ التذكير بالخير فيما يرق له القلب . قال الماوردي : وخص المتقين وإن كانت موعظة للعالمين لتفردهم بها عن الكافرين المعاندين قال ابن عطية : واللفظ يعم كل متق من كل أمة , وقال الزجاج " وموعظة للمتقين " لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن ينتهكوا من حرم الله جل وعز ما نهاهم عنه فيصيبهم ما أصاب أصحاب السبت ; إذ انتهكوا حرم الله في سبتهم
تم بحمد الله هذا العدد
إلى عدد آخر مع عضو حبيب من
فرقة النور الغالية
![سلسلة تفسير القر أن الكريم العـ [67] ـدد الأية : [66] من سورة البقرة ( فريق النور ) 86821397](https://2img.net/r/ihimizer/img222/8536/86821397.jpg)