والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام
على نبينا الأمين
وعلى اله وصحبه الغر الميامين.
حياكم الله.
إخواني فانه:
كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلّم :"يا مقلِّب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلّم :"القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، يقلّبها كيف يشاء ".
فاسألوا الله الثبات، وهاكم قصة مقرئ للقرآن انتكس وتَنَصََّر - والعياذ بالله - ،
فيها العديد من العبر،
منها عبرة بتصحيح النيّة في طلب العلم،وقد ذكر نبينا صلى الله عليه وسلّم أن مِن أول ثلاثة تُسَعَّر بهم النار، قارئ تعلَّم القرآن ليُقال عنه قارئ،
ومنها عبرة لمن يقيم في بلاد الكفار،وقد تبرَّأ النبي صلى الله عليه وسلّم ممن يقيم بين المشركين،
ومنها عبرة لمن اغتَرَّ بعمله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم :" إنّما الأعمال بالخواتيم ".
ومنها الحذر من فتنة النساء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " .
وعبر، وعبر، وعبر .....
ذكر الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء (20/69 ) مقرئاً سافر إلى بلاد الكفار لقضاء مهمة، فانسلخ من دينه وتنصَّر وبقي هناك، ثم قال الذهبي :
قال ابن النجار: سمعتُ عبد الوهاب بن أحمد المقرئ يقول : كان ابن السّقّاء مُقرِئاً مُجوَّداً، حدّثني من رآه بالقسطنطينية مريضاً على دَكَّة،
فسألته : هل القرآن باقٍ على حِفظك ؟
قال : ما أذكر منه إلاّ آيةً واحدةً : ( رُبَما يَوَدُّ الذين كفروا لو كانوا مُسلمين ) (الحِجر، 3)، والباقي نسيته !!! اهـ .
وأورد قصة ابن السقاء المقرئ اليافعيُّ في مرآة الجنان ( 3/ 265-266 )، ثم قال :
وقد ذكرتُ في بعض كتبي عمّا نُقِل في مناقب الشيخ القطب الربّاني أستاذ الأكابر محمد محي الدين عبد القادر الجيلاني قدّس الله تعالى سرّه قضية ابن السقاء المذكور وكفره أنه كان بسبب إساءته على رجل من الأولياء يُقال له الغوث ( !!! ) ، وأنه خرج رسولاً للخليفة إلى ملك الروم فافتُتِن بابنة الملك، فطلب زواجها، فامتنعوا من ذلك إلاّ بكفره ، فكفر . اهـ .
وقد ذكر الذهبيُّ قصةَ إساءته في سير أعلام النبلاء ( 20/ 67 ) .
__________________
--------------------
هل تريد أن يُبارَك لك في علمك ؟
قال الإمام الألباني : قال العلماء : ( من بركة العلم عزو كل قول إلى قائله ) ، لأنّ في ذلك ترفّعاً عن التزوير الذي أشار إليه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في قوله : " المتشبّع بما لم يعط كلابس ثوبَي زور " متفق عليه .
وحذّر الإمام الألباني من نقل كلام العلماء من دون العزو إليهم فقال:نعم هو سرقة، ولا يجوز شرعاً، لأنه تشبّع بما لم يعط، وفيه تدليس وإيهام أن هذا الكلام أو التحقيق من كيسه وعلمه
=================