بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم
أحمد الله مولي النعم، ومقدرها في القدم، الموصوف بالعطاء منا منه والكرم.
وصلواته على محمد النهاية في العظم، وخاتم الرسل إلى الخلائق والأمم،
وعلى آله المخصوصين بأحسن الشيم وأحكم الحكم،
وصحبه ناصري الإسلام ومظهريه في العرب والعجم.
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
وإنطلاقاً من معادلة دراك استنتج العلم الفلكي بيير غيران Pierre Guérin وجود ثلاث أنواع من الحضارات الكونية أو الفضائية آخذاً بالاعتبار معيار مستوى التطور التكنولوجي لحضارتنا الأرضية حالياً.
النوع الأول: حضارات لم تكتشف بعد وسائل الاتصال الحديثة télécommunication ومستواها التقني والعلمي لا يتجاوز ما حققه البشر في حقبة القرن التاسع عشر وبالتالي ليسع بوسع مثل هذه الحضارات أن ترسل إشارات أو رسائل لحضارات أخرى ومنها حضارتنا نحن.
النوع الثاني: حضارات تمتلك مستوى علمي وتقني يشابه ويقارن بالمستوى التكنولوجي لحضارتنا الأرضية في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
النوع الثالث: حضارات حققت تقدماً تكنولوجياً هائلاً يتفوق على حضارتنا بمئات الآلاف أو بملايين السنين.
فلو استثنينا النوع الأول لعدم قدرته على التواصل تكنولوجياً معنا أو مع حضارات أخرى تتفوق عليه، نأخذ النوع الثاني ونتساءل هل من المنطقي أو الأمر الذكي والنافع أن تطلق حضارة من هذا النوع الذي يتساوى مع مستوانا التقني والعلمي، إشارات ورسائل كهرو راديوية radioélectriques مكلفة على أمل أن تلتقطها إحدى الحضارات المشابهة أو تشخصها وتعرف مصدرها مع الأخذ بعين الاعتبار أن تلك الرسائل ستستغرق عشرات أو مئات أو آلاف السنين لكي تصل إلى الجهات المرسلة إليها؟ وكذلك الأخذ بالاعتبار أن الرد عليها سيستغرق نفس الفترة الزمنية التي استغرقها إرسالها إذا كان هناك رد ما؟ البعض يعتبر هذه الخطو ذكية عندنا لأنها ستجعل الآخرين يعرفون يوماً ما بوجودنا داخل المجرة وفي هذا الكون كمن يرمي قنينة فيها رسالة في المحيط لعل أحداً يعثر عليها حتى بعد فوات الأوان. ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا هو موقف أو قرار حضارات أخرى بمستوانا ومن نوع حضارتنا. والسؤال الآخر يتعلق بـ "ما هو احتمال وجود حضارة تقارن بمستوى حضارتنا في القطاع الجغرافي الكوني المختار والمستهدف والمرسلة إليه الرسائل وهي احتمالية ضعيفة جداً نظراً للتنوع الكبير والتفاوت في المستوى الزمني لمستويات التطور" كما يقول غيران. أما حضارة من النوع الثالث الذي يسبقنا بآلاف أو ملايين السنين من التطور والتقدم التكنولوجي فلن تضيع وقتها بلا طائل بإرسال رسائل بطرق كهرو راديوية radioélectrique بدائية تجاوزها الزمن وباتت بالية من وجهة نظر تقدمها العلمي وتحتاج لزمن طويل جداً لكي تصل إلى هدفها، وإن وصلت فقد لايكون بمقدور من يتسلمها فك طلاسمها وفهمها. وليس من المعقول أن حضارات متطورة ومتفوقة علينا بآلاف أو ملايين السنين لا تمتلك وسائل أخرى للتواصل والاتصال غير تلك المعتمدة على الموجات الكهرو مغناطيسية والراديوية والتي تتحدد سرعتها بسرعة الضوء الثابت حسب نظرية النسبية والتي لايمكن تجاوزها وهي 300000كلم/ثانية وهي بطيئة بالنسبة للمسافات الموجودة بين المجرات والنجوم في الكون والتي تحسب بمليارات السنين الضوئية. صحيح أننا نحن البشر لا نستطيع التنقل والسفر بأسرع من الضوء لأن الزمن يصبح صفراً بالنسبة لنا ولا نمتلك الأدوات التقنية القادرة على السفر بسرعة تقرب من سرعة الضوء في المكان الثلاثي الأبعاد في كوننا المرئي والقابل للرصد والمراقبة إلا أن بعض الفيزيائيين المنظرين في مجال هندسة وتركيبة وتكوين الكون يقولون بأن لهذا الأخير عدة ابعاد، بل ويقولون بوجود عدة أكوان متداخلة أو متوازية أو متجاورة autre Univers consubstantiel ou parallèles يوجد عبرها مختصرات طرق racourcis زمكانية spatio – temporels و ثقوب أو قنوات دودية زمكانية trous de vers يمكن استغلالها لإرسال الرسائل أو السفر دون انتهاك أو خرق لقوانين النسبية وبطرق علمية لايعرفها البشر بعد كاستخدام المادة المضادة antimatière و المادة الشبحية أو المادة الظل Matière fantôme ou matière Ombre ومحركات البلازما ومضادات الجاذبية antigravitationnelles والتي سنتطرق إليها بالتفصيل العلمي الدقيق في مقالات لاحقة، وقد اثبت العلماء وجود تلك الممرات الخفية أو غير المرئية التي تستقلها الأطباق الطائرة للتجول بين الكواكب لذلك من غير المتوقع تسلم رسائل من حضارات من النوع الثالث ترسل لحضارات بدائية مثلنا وبطرق بدائية كالتي نستعملها نحن اليوم، ومن غير المحتمل أيضاً وجود حضارات من النوع الثاني في محيط يبلغ قطره بضعة آلاف من السنوات الضوئية حول شمسنا. أو هم موجودين ولكن بمستوى حضاري وتقني يعود للعصر الحجري الذي مررنا به نحن أو حتى قبله، أو على العكس من ذلك توجد حضارات تمتلك فيزياء متطورة جداً لا تخطر على بال بشر ولن يفيدها إرسال رسائل راديوية فهم يعرفون بوجودنا ويراقبوننا عن بعد مما يدل على عبثية ولا فائدة مشروع سيتي للتواصل الكوني